فصل: بَاب اسْتِحْبَاب عِيَادَة الْمَرِيض، وتأكدها وفضلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.كتاب الْجَنَائِز:

.بَاب اسْتِحْبَاب الْإِكْثَار من ذكر الْمَوْت، وَالتَّأَهُّب لَهُ:

قَالَ تَعَالَى: {كل نَفْس ذائقة الْمَوْت}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَدْرِي نَفْس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نَفْس بِأَيّ أَرض تَمُوت إِن الله عليم خَبِير}. وَقَالَ تَعَالَى: {وأنفقوا من مَا رزقناكم من قبل أَن يَأْتِي أحدكُم الْمَوْت فَيَقُول رب لَوْلَا أخرتني إِلَى أجل قريب فَأَصدق} الْآيَة..
3150- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أَكْثرُوا من ذكر هَادِم اللَّذَّات» يَعْنِي الْمَوْت. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن ماجة، بأسانيد صَحِيحَة.
3151- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن.
3152- وَعنهُ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سبعا، هَل تنتظرون إِلَّا فقرا منسيا، أَو غنى مطغيا، أَو مَرضا مُفْسِدا، أَو هرما مفندا، أَو موتا مجهزا، أَو الدَّجَّال فشر غَائِب ينْتَظر، أَو السَّاعَة، فالساعة أدهى وَأمر» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3153- وَقَالَ: حسن.
3154- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: خطّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطا مربعًا، وَخط خطا فِي الْوسط خَارِجا مِنْهُ، وَخط خططا صغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوسط من جَانِبه الَّذِي فِي الْوسط. فَقَالَ: «هَذَا الْإِنْسَان، وَهَذَا أَجله محيطا بِهِ- أَو قد أحَاط بِهِ- وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارج أمله، وَهَذِه الخطط الصغار الْأَعْرَاض، فَإِن أخطأه هَذَا، نهشه هَذَا، وَإِن أخطأه هَذَا، نهشه هَذَا» رَوَاهُ البُخَارِيّ. وَهَذِه صورته:
3155- وَرَوَى البُخَارِيّ أَيْضا نَحوه من رِوَايَة أنس وفيهَا: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ جَاءَهُ الْخط الْأَقْرَب».
3156- وَعَن أبي بن كَعْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ذهب ثلث اللَّيْل، قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيهَا النَّاس أذكروا الله، جَاءَت الراجفة، تتبعها الرادفة، جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3157- وَقَالَ: حسن.
3158- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بمنكبي فَقَالَ: «كن فِي الدُّنْيَا كَأَنَّك غَرِيب، أَو عَابِر سَبِيل» وَكَانَ ابْن عمر يَقُول: إِذا أمسيت فَلَا تنْتَظر الصَّباح، وَإِذا أَصبَحت فَلَا تنْتَظر الْمسَاء، وَخذ من صحتك لمرضك، وَمن حياتك لموتك. رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3159- وَعَن الْبَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي جَنَازَة، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَبْر جثى عَلَى الْقَبْر فَبَكَى حَتَّى بل الثرى بدموعه، ثمَّ قَالَ: «إخْوَانِي لمثل هَذَا الْيَوْم فأعدوا» رَوَاهُ ابْن ماجة وَغَيره، بِإِسْنَاد حسن.
3160- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «اسْتَحْيوا من الله حق الْحيَاء» قُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّا نستحي وَالْحَمْد لله. قَالَ: «لَيْسَ كَذَلِك، وَلَكِن الاستحياء من الله حق الْحيَاء، أَن تحفظ الرَّأْس وَمَا وعى، والبطن وَمَا حوى، وتذكر الْمَوْت والبلى، وَمن أَرَادَ الْآخِرَة ترك زِينَة الدُّنْيَا، فَمن فعل ذَلِك فقد استحيا من الله حق الْحيَاء» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، بِإِسْنَاد حسن.
3161- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «أعذر الله إِلَى امريء أخر أَجله حَتَّى بلغ سِتِّينَ سنة» أَي: لم يتْرك لَهُ عذرا. رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3162- وَعنهُ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أَعمار أمتِي مَا بَين السِّتين إِلَى السّبْعين، وَأَقلهمْ من يجوز ذَلِك» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
3163- وَعَن عبد الله بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «خير النَّاس من طَال عمره، وَحسن عمله» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3164- وَقَالَ: حَدِيث حسن.
3165- وَرَوَاهُ أَبُو بكرَة،
3166- وَجَابِر،
3167- وَأَبُو هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

.بَاب فضل الصَّبْر عَلَى الْأَمْرَاض، وَالْأَحْزَان، والهموم، وَنَحْوهمَا:

قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب}. وَقَالَ تَعَالَى: {واصبر عَلَى مَا أَصَابَك إِن ذَلِك من عزم الْأُمُور}. وَقَالَ تَعَالَى: {اسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة إِن الله مَعَ الصابرين}.
3168- وَفِيه حَدِيث أبي مَالك السَّابِق فِي كتاب الطَّهَارَة: «الطّهُور شطر الْإِيمَان» إِلَى قَوْله: «الصَّبْر ضِيَاء».
3169- وَعَن أبي سعيد، وَأبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «مَا يُصِيب الْمُسلم من نصب، وَلَا وصب، وَلَا هم، وَلَا حزن، وَلَا أَذَى، وَلَا غم، حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها، إِلَّا كفّر الله بهَا من خطاياه» مُتَّفق عَلَيْهِ. الوصب: الْمَرَض.
3170- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من يرد الله بِهِ خيرا يصب مِنْهُ» رَوَاهُ البُخَارِيّ. هُوَ بِكَسْر الصَّاد، وَفتحهَا.
3171- وَعنهُ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «يَقُول الله تَعَالَى: مَا لعبدي الْمُؤمن عِنْدِي جَزَاء إِذا قبضت صَفيه من أهل الدُّنْيَا، ثمَّ احتسبه إِلَّا الْجنَّة» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3172- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِن الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِذا ابْتليت عَبدِي بحبيبتيه فَصَبر، عوضته مِنْهُمَا الْجنَّة» يُرِيد عَيْنَيْهِ. رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3173- وَعنهُ، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِامْرَأَة تبْكي عِنْد قبر فَقَالَ: «اتقِي الله، واصبري» فَقَالَت: إِلَيْك عني، فَإنَّك لم تصب بمصيبتي، وَلم تعرفه. فَقيل لَهَا: إِنَّه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَأَتَت بَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم تَجِد عِنْده بوابين، فَقَالَت: لم أعرفك، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولَى» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3174- وَعَن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «وَمن يتصبر يصبره الله، وَمَا أعطي أحد عَطاء خيرا، وأوسع من الصَّبْر» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3175- وَعَن صُهَيْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «عجبا لأمر الْمُؤمن، إِن أمره كُله لَهُ خير، وَلَيْسَ ذَلِك لأحد إِلَّا لِلْمُؤمنِ: إِن أَصَابَته سراء شكر فَكَانَ خيرا لَهُ، وَإِن أَصَابَته ضراء صَبر فَكَانَ خيرا لَهُ» رَوَاهُ مُسلم.
3176- وَعَن عَطاء، قَالَ قَالَ لي ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَلا أريك امْرَأَة من أهل الْجنَّة؟ فَقلت: بلَى. قَالَ: هَذِه الْمَرْأَة السَّوْدَاء، أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت: إِنِّي أصرع، وَإِنِّي أتكشف، فَادع الله لي. قَالَ: «إِن شِئْت صبرت وَلَك الْجنَّة، وَإِن شِئْت دَعَوْت الله أَن يعافيك» فَقَالَت: أَصْبِر. فَقَالَت: إِنِّي أتكشف، فَادع الله أَن لَا أتكشف، فَدَعَا لَهَا. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3177- وَعَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَا يزَال الْبلَاء بِالْمُؤمنِ والمؤمنة فِي نَفسه، وَولده، وَمَاله، حَتَّى يلقى الله تَعَالَى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3178- وَقَالَ: حسن صَحِيح.
3179- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يود أهل الْعَافِيَة يَوْم الْقِيَامَة أَن جُلُودهمْ قرضت بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يرَوْنَ من ثَوَاب أهل الْبلَاء» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف. وَهَذَا الْبَاب وَاسع جدا.

.وَمن ضعيفه:

3180- حَدِيث عَن عَائِشَة مَرْفُوع: «من أُصِيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بِي، فَإِنَّهُ لن يصاب أحد من أمتِي بأشد مِنْهَا» رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد ضَعِيف.

.بَاب كَرَاهَة الْخُرُوج من بلد وَقع بِهِ الوباء فِرَارًا مِنْهُ، وَكَرَاهَة الْقدوم عَلَيْهِ لغير ذَلِك:

قَالَ الله تَعَالَى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يدرككم الْمَوْت وَلَو كُنْتُم فِي بروج مشيدة}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة}.
3181- وَعَن أُسَامَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا سَمِعْتُمْ الطَّاعُون بِأَرْض فَلَا تدخلوها، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم فِيهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3182- وروياه من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
3183- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الطَّاعُون فَأَخْبرهَا: «أَنه كَانَ عذَابا يَبْعَثهُ الله عَلَى من يَشَاء، فَجعله الله رَحْمَة للْمُؤْمِنين، فَلَيْسَ من عبد يَقع فِي الطَّاعُون، فيمكث فِي بَلَده صَابِرًا محتسبا يعلم أَنه لَا يُصِيبهُ إِلَّا مَا كتب الله لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مثل أجر الشَّهِيد» رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.بَاب كَرَاهَة سبّ الْحمى، وَكَرَاهَة تمني الْمَوْت لضر نزل بِهِ، لَا لخوف فتْنَة فِي الدَّين:

3184- عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَى أم السَّائِب، أَو أم الْمسيب. فَقَالَ: «مَالك يَا أم السَّائِب، أَو يَا أم الْمسيب، تزفزفين؟» فَقَالَت: الْحمى لَا بَارك الله فِيهَا. فَقَالَ: «لَا تسبي الْحمى، فَإِنَّهَا تذْهب خَطَايَا بني آدم كَمَا يذهب الْكِير خبث الْحَدِيد» رَوَاهُ مُسلم. الزفزفة: الرعدة.
3185- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «لَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت، إِمَّا محسنا فَلَعَلَّهُ يزْدَاد، وَإِمَّا مسيئا فَلَعَلَّهُ يستعتب» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.
3186- وَلَفظ مُسلم: «لَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت وَلَا يدع بِهِ من قبل أَن يَأْتِيهِ، إِنَّه إِذا مَاتَ انْقَطع عمله، وَإنَّهُ لَا يزِيد الْمُؤمن عمره إِلَّا خيرا».
3187- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا يتمنين أحدكُم الْمَوْت لضر أَصَابَهُ، فَإِن كَانَ لابد فَاعِلا فَلْيقل: اللَّهُمَّ أحيني مَا كَانَت الْحَيَاة خيرا لي، وتوفني إِذا كَانَت الْوَفَاة خيرا لي» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3188- وروياه من رِوَايَة خباب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.

.بَاب ندب الْمَرِيض إِلَى أَن يحسن ظَنّه بِاللَّه عَزَّ وَجَلَّ فيرجو رَحمته:

3189- عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام يَقُول: «لَا يموتن أحدكُم إِلَّا وَهُوَ يحسن الظَّن بِاللَّه عَزَّ وَجَلَّ» رَوَاهُ مُسلم.
3190- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3191- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْن آدم إِنَّك مَا دعوتني ورجوتني غفرت لَك عَلَى مَا كَانَ مِنْك وَلَا أُبَالِي، يَا ابْن آدم لَو بلغت ذنوبك عنان السَّمَاء ثمَّ استغفرتني غفرت لَك، يَا ابْن آدم لَو أتيتني بقراب الأَرْض خَطَايَا ثمَّ لقيتني لَا تشرك بِي شَيْئا لأتيتك بقرابها مغْفرَة» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3192- وَقَالَ: حسن. عنان السَّمَاء، بِفَتْح الْعين، مَا ظهر للنَّاظِر مِنْهَا، وَقيل السَّحَاب. وقراب الأَرْض، بِضَم الْقَاف عَلَى الصَّحِيح الْمَشْهُور، وَحكي كسرهَا، وَهُوَ مَا يُقَارب ملئها.
3193- وَعنهُ، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَى شَاب وَهُوَ فِي الْمَوْت، فَقَالَ: «كَيفَ تجدك؟» قَالَ: أَرْجُو الله يَا رَسُول الله، وَإِنِّي أَخَاف ذُنُوبِي. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قلب عبد فِي مثل هَذَا الموطن إِلَّا أعطَاهُ الله مَا يَرْجُو، وآمنه مِمَّا يخَاف» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد جيد.

.بَاب التَّشْدِيد فِي الْمَوْت، وَمَوْت الْفجأَة:

3194- عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: لما ثقل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل يتغشاه الكرب. فَقَالَت فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: واكرب أبتاه. فَقَالَ: «لَيْسَ عَلَى أَبِيك كرب بعد الْيَوْم» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3195- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، وَعِنْده قدح فِيهِ مَاء وَهُوَ يدْخل يَده فِي الْقدح ثمَّ يمسح وَجهه بِالْمَاءِ، ثمَّ يَقُول: «اللَّهُمَّ أَعنِي عَلَى غَمَرَات الْمَوْت، وسكرات الْمَوْت» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3196- وعنها، قَالَت: «مَا أغبط أحدا يهون عَلَيْهِ الْمَوْت بعد الَّذِي رَأَيْت من شدَّة موت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
3197- وَعَن بُرَيْدَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «الْمُؤمن يَمُوت بعرق الجبين» رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ،
3198- وَقَالَ:حَدِيث حسن.
3199- وَعَن عبيد بن خَالِد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «موت الْفجأَة أَخْذَة أَسف». وَرُوِيَ مَوْقُوفا عَلَى عبيد بن خَالِد. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِالْوَجْهَيْنِ بِإِسْنَاد صَحِيح. والأسف: الغضبان.
3200- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن مَسْعُود، وَعَائِشَة أَنَّهُمَا قَالَا فِي موت الْفجأَة: «هُوَ رَاحَة لِلْمُؤمنِ، وَأَخْذَة أَسف لِلْفَاجِرِ».
3201- وَرَوَاهُ أَيْضا مَرْفُوعا من رِوَايَة عَائِشَة. قلت: وَمَعْنَاهُ أَنه رَاحَة للمتأهب، وَأَخْذَة أَسف فِي حق غَيره مِمَّن يحْتَاج إِلَى تَوْبَة، وَوَصِيَّة، وَنَحْوهمَا.
3202- وَعَن أبي قَتَادَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَيْهِ بِجنَازَة فَقَالَ: «مستريح، ومستراح مِنْهُ» فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا المستريح، وَمَا المستراح مِنْهُ؟ قَالَ: «العَبْد الْمُؤمن يستريح من نصب الدُّنْيَا، وَالْعَبْد الْفَاجِر يستريح مِنْهُ الْعباد، والبلاد، وَالشَّجر وَالدَّوَاب» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب جَوَاز قَول الْمَرِيض وَنَحْوه: أَنا وجع، أَو موعوك، أَو وارأساه، وَنَحْو ذَلِك:

قَالَ الله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن أَيُّوب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: {مسني الضّر وَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ}.
3203- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: دخلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يوعك فمسسته فَقلت: إِنَّك لتوعك وعكا شَدِيدا. قَالَ: «أجل، كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3204- وَعَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ، قَالَت عَائِشَة: وارأساه. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «ذَاك لَو كَانَ وَأَنا حَيّ، فأستغفر لَك، وأدعو لَك» فَقَالَت عَائِشَة: واثكلاه، وَالله إِنِّي لأظنك تحب موتِي، وَلَو كَانَ ذَاك، لظللت أخر يَوْمك معرسا بِبَعْض أَزوَاجك. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «بل أَنا وارأساه، لقد هَمَمْت، أَو أردْت أَن أرسل إِلَى أبي بكر، وَابْنه، فأعهد أَن يَقُول الْقَائِلُونَ، أَو يتَمَنَّى المتمنون. ثمَّ قلت: يَأْبَى الله وَيدْفَع الْمُؤْمِنُونَ، أَو يدْفع الله، ويأبى الْمُؤْمِنُونَ» رَوَاهُ البُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ. وَهُوَ مُرْسل، فَإِن الْقَاسِم لم يذكر إِخْبَار عَائِشَة لَهُ بِهِ.
3205- وَعَن سعد بن أبي وَقاص، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: جَاءَنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعودنِي من وجع اشْتَدَّ بِي فَقلت: بلغ بِي مَا ترَى، وَأَنا ذُو مَال وَلَا يَرِثنِي إِلَّا ابْنَتي. وَذكر الحَدِيث. مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب اسْتِحْبَاب عِيَادَة الْمَرِيض، وتأكدها وفضلها:

3206- عَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «عودوا الْمَرِيض، وأطمعوا الجائع، وفكوا العاني» رَوَاهُ البُخَارِيّ. العاني: الْأَسير.
3207- وَعَن الْبَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «أمرنَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِسبع، ونهانا عَن سبع: أمرنَا بإتباع الْجَنَائِز، وعيادة الْمَرِيض " وَذكر الحَدِيث. وَسبق فِي كتاب " الطَّهَارَة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3208- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «حق الْمُسلم عَلَى الْمُسلم: رد السَّلَام، وعيادة الْمَرِيض، وَاتِّبَاع الْجَنَائِز، وَإجَابَة الدعْوَة، وتشميت الْعَاطِس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3209- وَعنهُ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِن الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول يَوْم الْقِيَامَة: يَا ابْن آدم، مَرضت فَلم تعدني! قَالَ: يَا رب، كَيفَ أعودك وَأَنت رب الْعَالمين؟ قَالَ: أما علمت أَن عَبدِي فلَانا مرض فَلم تعده؟ أما علمت أَنَّك لَو عدته لَوَجَدْتنِي عِنْده. يَا ابْن آدم، استطعمتك فَلم تطعمني! قَالَ: يَا رب كَيفَ أطعمك وَأَنت رب الْعَالمين؟ قَالَ: أما علمت أَنه استطعمك عَبدِي فلَان فَلم تطعمه، أما علمت أَنَّك لَو أطعمته لوجدت ذَلِك عِنْدِي. يَا ابْن آدم، استسقيتك فَلم تَسْقِنِي! قَالَ: يَا رب، كَيفَ أسقيك وَأَنت رب الْعَالمين؟ قَالَ: استسقاك عَبدِي فلَان فَلم تسقه، أما أَنَّك لَو سقيته وجدت ذَلِك عِنْدِي» رَوَاهُ مُسلم.
3210- وَعَن ثَوْبَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِن الْمُسلم إِذا عَاد أَخَاهُ الْمُسلم لم يزل فِي خرفة الْجنَّة حَتَّى يرجع» قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا خرفة الْجنَّة؟ قَالَ: «جناها» رَوَاهُ مُسلم.

.فصل فِي ضعيفه:

3211- مِنْهُ، عَن أنس: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يعود مَرِيضا إِلَّا بعد ثَلَاث» رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد ضَعِيف.

.بَاب العيادة فِي جَمِيع النَّهَار:

فِيهِ الْأَحَادِيث الْعَامَّة.
3212- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «مَا من مُسلم يعود مُسلما غدْوَة إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يُمْسِي، وَإِن عَاده عَشِيَّة إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يصبح، وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ،
3213- وَقَالَ: حسن.

.بَاب تَكْرِير العيادة، والعيادة جمَاعَة:

3214- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «أُصِيب سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، يَوْم الخَنْدَق فِي الأكحل، فَضرب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَهُ خيمة فِي الْمَسْجِد، ليعوده من قريب» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3215- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ جَاءَهُ رجل من الْأَنْصَار فَسلم عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يَا أَخا الْأَنْصَار، كَيفَ أخي سعد بن عبَادَة؟» فَقَالَ: صَالح. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من يعودهُ مِنْكُم؟» فَقَامَ وقمنا مَعَه وَنحن بضعَة عشر، مَا علينا نعال، وَلَا خفاف، وَلَا قلانس، وَلَا قمص نمشي فِي ذَلِك السباخ حَتَّى جئناه، فاستأخر قومه من حوله حَتَّى دنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه الَّذين مَعَه. رَوَاهُ مُسلم.

.بَاب جَوَاز عِيَادَة الْكَافِر، واستحبابها إِذا كَانَ لَهُ قرَابَة، أَو مصاهرة، أَو جوَار، أَو خدمَة، أَو نَحْوهَا، أَو رُجي إِسْلَامه:

3216- عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أَبِيه قَالَ: لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة، جَاءَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكر الحَدِيث. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3217- وَعَن أنس قَالَ: كَانَ غُلَام يَهُودِيّ يخْدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمَرض، فَأَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعودهُ، فَقعدَ عِنْد رَأسه فَقَالَ لَهُ: «أسلم» فَنظر إِلَى أَبِيه وَهُوَ عِنْده. فَقَالَ: أطع أَبَا الْقَاسِم، فَأسلم. فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يَقُول: «الْحَمد لله الَّذِي أنقذه من النَّار» رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.بَاب العيادة من وجع الْعين برمد أَو غَيره:

3218- عَن زيد بن أَرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «عادني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وجع كَانَ بعيني» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح، وَالْحَاكِم،
3219- وَقَالَ: هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم.
3220- قَالَ: وَله شَاهد صَحِيح من رِوَايَة أنس، فَذكره بِإِسْنَادِهِ عَن أنس قَالَ: «عَاد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زيد بن أَرقم من رمد كَانَ بِهِ».

.بَاب اسْتِحْبَاب الدُّعَاء للْمَرِيض وَنَحْوه، وَمَا يُدعَى لَهُ بِهِ:

3221- عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، اشتكيت؟ قَالَ: «نعم». قَالَ: «باسم الله أرقيك، من كل شَيْء يُؤْذِيك، من شَرّ كل نَفْس، أَو عين حَاسِد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك». رَوَاهُ مُسلم.
3222- وَعنهُ، أَن نَاسا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانُوا فِي سفر، فَمروا بحي من أَحيَاء الْعَرَب، فاستضافوا فَلم يضيفوهم، فَقَالُوا لَهُم: هَل فِيكُم راق، فَإِن سيد الْحَيّ لديغ، أَو مصاب؟ فَقَالَ رجل مِنْهُم: نعم. فَأَتَاهُ فرقاه بِفَاتِحَة الْكتاب، فبرأ الرجل فَأعْطِي قطيعا من غنم، فَأَبَى أَن يقبلهَا، وَقَالَ: حَتَّى أذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، وَالله مَا رقيت إِلَّا بِفَاتِحَة الْكتاب. فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: «مَا أَدْرَاك أَنَّهَا رقية». ثمَّ قَالَ: «خذوها، واضربوا لي بِسَهْم مَعكُمْ» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَرُوِيَ بِأَلْفَاظ.
3223- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا اشْتَكَى الْإِنْسَان الشَّيْء مِنْهُ، أَو كَانَت قرحَة، أَو جرح، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأُصْبُعِهِ هَكَذَا، وَوضع سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة الرَّاوِي سبابته بِالْأَرْضِ ثمَّ رَفعهَا وَقَالَ: «باسم الله، تربة أَرْضنَا بريقة بَعْضنَا، يشفى بِهِ سقيمنا بِإِذن رَبنَا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3224- وعنها، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يعوذ بعض أَهله يمسح بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُول: «اللَّهُمَّ رب النَّاس، أذهب الباس، اشف وَأَنت الشافي، لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك، شِفَاء لَا يُغَادر سقما» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3225- وَفِي " صَحِيح البُخَارِيّ " من رِوَايَة أنس نَحوه.
3226- وَعَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: عادني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشف سَعْدا، اللَّهُمَّ اشف سَعْدا، اللَّهُمَّ اشف سَعْدا» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهَذَا لفظ مُسلم.
3227- وَعَن عُثْمَان بن أبي العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه شكا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وجعا يجده فِي جسده، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «ضع يدك عَلَى الَّذِي تألم من جسدك، وَقل: باسم الله- ثَلَاثًا- وَقل:- سبع مَرَّات- أعوذ بعزة الله وَقدرته من شَرّ مَا أجد وأحاذر» رَوَاهُ مُسلم.
3228- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَى أَعْرَابِي يعودهُ، وَكَانَ إِذا دخل عَلَى من يعودهُ قَالَ: «لَا بَأْس طهُور إِن شَاءَ الله» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3229- وَعنهُ، قَالَ، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من عَاد مَرِيضا لم يحضرهُ أَجله، فَقَالَ عِنْده سبع مَرَّات: أسأَل الله الْعَظِيم، رب الْعَرْش الْعَظِيم، أَن يشفيك، إِلَّا عافاه الله من ذَلِك الْمَرَض» حَدِيث صَحِيح، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالْحَاكِم هُنَا.
3230- وَقَالَ: صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ.
3231- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الطِّبّ.
3232- وَقَالَ: حسن.
3233- وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة.